الأحد، 8 يناير 2012

العريس وخدام العرس ..


 العريس وخدام العرس ... 
-         تذمر الفريسيون وقالوا للسيد " لماذا لا يصوم تلاميذك ؟! " وجاءت إجابة السيد ببساطة " لا يستطيع بنو العرس أن يصوموا طالما العريس معهم " ..


وعندما نعود إلى عرس قانا الجليل نكتشف مشكلة جديدة : أن العريس والعروس موجودين ، لكن الخمر هي التي نفذت ... أما المشكلة الثالثة أن المدعويين قد ناموا في انتظار العريس ... فالعريس غير موجود وبالتالي فلا وجود للخمر ..
-         ففي المرة الأولى العريس غير موجود والخمر موجود ، وفي الثانية العريس موجود والخمر غير موجود ، والمرة الثالثة العريس غير موجود والخمر غير موجود ... هل لاحظت معي أولاً أنه في المرات الثلاث لا ذكر للعروس ... وكأن محور الأحداث كلها هو العريس !؟
إن حالة العروس في المرة الأولى هي الفرح ، وأنها لا يمكن أن تصوم مع بنو العرس لأن العريس معهم ... وفي الثانية هي حالة الضيق فالعريس موجود لكن الخمر هي الغير موجودة ... وفي الثالثة حالتها من المؤكد أنها كانت قلقة ومتوترة ... فالعريس قد تأخر أو أبطأ. إن العروس هنا في كل المرات هي رد فعل لما يفعله العريس ..
وليست العروس فقط بل والعرس كله يتوقف على العريس ...
ويمكن ببساطة أن تفهم حضور الله في أي اجتماع روحي من خلال حالة الكنيسة ، فالكنيسة المنتعشة معناها أن العريس موجود، والخمر موجود ... والخدام ما إلاَّ وسائط توصيل الخمر ( كلمة الله الممسوحة بقوة الروح القدس للناس المدعويين ) ... وفي الحالة الثانية لو كانت الكنيسة مكتئبة فالعريس غير موجود ، أو هو مزيف ... فلا معنى للكآبة في وجود العريس، فوجود العريس يطرد الحزن والتنهد .. لقد سمح الله أن ينفذ الخمر في العرس الذي كان عريسه أرضي ، لكي يوضح الفرق بين العريس الأرضي ( أي شخص يمكن أن يحتل مكان العريس في الإجتماع الروحي ، والعريس الحقيقي ) الذي يعيد الخمر من خلال الماء ( الكلمة ) ... إن الأمر بالفرح في حضرته يتوقف على 3 أمور :
1-    حضوره الشخصي ... " لا يستطيع حينئذ بنو العرس أن يصوموا ( حتى ون أرادوا ) ...
2-    خمر جديدة جيدة متحولة من مياه الكلمة في يد خدامه،
3-    أما إذا تأخر أو أبطأ في الحضور فعلى الكنيسة أن تبدأ في الصوم عن الفرح ، الصوم عن الخدمة وعن كل شيء ، وهنا يلزم أن يبدأ الخدام في حث الشعب على الاستعداد وإنارة المصابيح والتأكد من ملء الآنية بالزيت خشية من نفاذه ...
وكم يريد الله لا أن يدربنا فقط على ممارسة الشبع في حضوره لكن مرات أخرى يدربنا على ممارسة الصوم انتظاراً لحضوره ...  
فماذا لو كان العريس غائباً عن العرس !! ليصوموا إذاً بنو العرس ..
يصوموا عن الفرح ، يصوموا عن الشبع ، يصوموا عن التعزية والتشجيع .. انتظاراً لقدوم العريس .. فالصيام هنا يجعل الخمر عند وصول العريس أجمل مذاقاً ، ويجعل الطعام أكثر شهية ...
فماذا لو استعجل الخدام وبدأوا في توزيع الخمر (في الترنيم والعظة )، أي طعم لها في فم المدعوين !؟
إن صوم العروس إنتظاراً لحضور عريسها هو في ذاته شبع لقلب العريس ، وحضوره بعد انتظارها شبع لقلب العروس ... فليشبع العريس بصومنا انتظاراً له ، ولتشبع قلوبنا عند حضوره ...
أي طعم لكلمة الله في فم الكنيسة ما لم تكن يد العريس هي التي تكسر لها الخبز ... إننا يجب أن نظل صائمين حتى يشبعنا من يده ، ويملئنا من حضوره ، ويعزينا من ملء روحه ... فالصيام عن أي شيء أفضل من أن نعمل " تمثيلية فرح " كاذبة الأمر الذي فعلناه في اجتماعاتنا فجرحنا قلبه ...فرحنا بالموسيقى، استبدلنا حضوره بحضور أحد خدام العرس، وصار خدامنا بدلاً من موزعين للخمر ، لأشخاص يحاولون أن يقوموا بدور العريس .. و يا للأسف !!  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق