الخميس، 5 يناير 2012

أخفيتها .. أعلنتها


 أخفيتها .. أعلنتها !!
صعد على متن سفينة كانت تقل فوجاً من السائحين من أحد شواطئ القرى السياحية بالغردقة قاصدة جزيرة في وسط البحر الأحمر ، ... وعند مرورها بمنطقة الشعاب المرجانية توقفت السفينة  ، ورأى  السائحون يستعدون للغوص في مياه البحر الأحمر للاستمتاع بهذا المنظر الفريد ...
لقد رسم البحر الأحمر في خرائط لا عدد لها في مادة الجغرافيا ، لقد عرف عن هذا البحر الكثير والكثير لكنه اليوم يقف في وسط هذا البحر، وشعابه المرجانية العجيبة  تنادي عليه .. لكن جراءته خانته ... من أين يأتي بالجراءة التي يمكن بها أن تأتمن فيها البحر على نفسه ... لم يتردد كثيراً وهو يقف عند فتحة القفز ، فقد دفعه برفق طفل صغير وهو ينطق بالإنجليزية “please uncle” طالباً أن يفسح له الطريق ليقفز في المياه الشفافة ... لقد كان يتمنى وقتها أن يبادل هذا الطفل كل درجات امتحانات الجغرافيا في مقابل أن يبادله الطفل هذه الجراءة العفوية للحظة واحدة لكي يسجل في حياته لحظات لها هذه الإثارة ...
كم نشبه هذا الرجل ، فكم عرفنا عن الله ، وكم تناقشنا في لاهوته ... كم حضرنا اجتماعات ومؤتمرات كلها كانت تتكلم عنه ، لكن أن تعرف شيء عن الله هذا أمر ، وأن تختبر حضور الله الشخصي فهذا أمر آخر تماماً ... الأمر الذي تم إخفاءه عن الحكماء والفهماء ، والذي تم إعلانه للأطفال ... إن تجربة واحدة لحضور الله لا تساويها كل كتب العالم التي كتبت في وضع نظريات لهذا الموضوع ...
لقد عرف هذا الرجل عن البحر الكثير ، لكن هذا الطفل في قفزة واحدة اختبر عنه الكثير ... لهذا فكل معلومات هذا الرجل تقف عاجزة وباهتة أمام اختبار الطفل ... وهذا يضعنا أمام حقيقة أخرى : أن المتعلم فقط عن الله قد يقضي عمره كله دون أن يختبر أو يتذوق شيئاً حقيقياً ولو لمرة واحدة ، لكن المختبر للحضور الإلهي لابد أنه سيرغب في التعلم بعد ذلك ...
إن اجتماعاتنا اليوم فيها الكثير من المتعلمين عن حضور الله ، لكن التعليم
بدون اختبار يساوي ضلال ، والاختبار بدون معرفة يساوي طفولة ، لكني أفضل أن أكون طفلاً يختبر عن أن أكون راشداً عقيماً في معرفته ... 

هناك تعليقان (2):

  1. اما العارفون الههم فيقوون ويعملون

    ردحذف
  2. مبروك المدونة الجديدة
    انا اعرف ان حضرتك عندك حاجات جميلةكتيير
    نتمنى نستمتع بحاجات هنا وتكون سبب بركة
    ريمون
    http://remonanwer.blogspot.com/

    ردحذف