الخميس، 5 يناير 2012

بيت الله .. وجه الله ...



بيت الله ... وجه الله .. (تكوين28)(تكوين32)
         عندما نصب الله السلم في الرؤيا التي رآها يعقوب ليلة أن هرب من وجه عيسو ، ورأى يعقوب مجد الله العظيم وملائكته ، فعندما استيقظ من نومه قال " حقاً إن الله في هذا المكان وأنا لم أعلم " ... لقد دعا يعقوب اسم هذا المكان " بيت إيل " ... لقد دخل يعقوب لمجال حضور الله ، وتأثرت حياته بعد ذلك بدون شك بهذا الحدث ...
لكن احتاج يعقوب لعشرين عاما لكي تنتقل حياته من محطة " بيت إيل " إلى محطة أخرى سماها : " فنيئيل " أي " وجه الله "... حدث ذلك في ليلة أخرى كان على وشك أن يقابل فيها عيسو أيضاً، لقد عرف أن يدخل لمجال الحضور الإلهي في بيت إيل ، لكنه لم يكن قد تعلم أن يرى وجه الله بعد ... لهذا فبعد أن دخل بيت إيل ، سارت معه الأحداث بطيئة ، وخادعة ، ومرهقة ، ومكلفة ... لكن بعد أن رأى الله وجهاً لوجه، سارت معه الأحداث بعد ذلك بطريقة مختلفة ...
فينا من يكتفي بدخول "بيت الله" ، ولكنه لا يطلب أن يرى "إله البيت"  إن لم تطالب برؤية وجه الله ، الذي يعني رضا الله (    ) والذي يعني قيادة الله (      ) والذي يعني حضور الله المباشر في حياتك قبل وبعد أي شيء ، فأنت مسكين !! فكل تعزياتك وسلامك الذي يغمرك عند دخولك بيته يمكن أن يتسرب منك عند مغادرتك لهذا البيت ... لكن رؤية وجه الله ستترك فيك الأثر الذي لا يغادرك ..
-         مرة أخرى : إن دخول بيت الله، والإحساس بتعزية معينة ، أو سماع عظة مؤثرة ، أو ترنيمة قوية شيء ... ورؤية ومعاينة حضور الله شيء آخر تماماً ...

-         كان الدافع لكلا الإعلانين الإلهين عن بيت الله وعن وجهه هو نفس الدافع، فعيسو كان يقف في خلفية الصورة في المرتين ... الأمر الذي ملأ قلب يعقوب بالخوف والإحباط ، أقصد أنه لم يكن وقتها في حالة عبادة أو شفافية روحية ...
إننا نحتاج أن نرى وجه الله بعد أن ندخل بيته ... وإلاَّ يجب أن نعلم أن عيسو ينتظر !! وإذا عرفنا أن عيسو هو آدوم وهو آدم وهو آخر الأمر التراب ... فإما أن يضئ وجه الله حياتك ويرفعك وإلاَّ فما هو نصيبنا من الحياة سوى التراب .. 
أخيراً: لقد احتاج الأمر من يعقوب أكثر من 20 سنة لينتقل من محطة بيت إيل لمحطة " فنيئيل " ... فكم يحتاج الأمر معك !؟  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق