الأحد، 8 يناير 2012



كلمة السر للحضور الإلهي :
        1-  (أرجع إلى أورشليم )   
تقول عروس النشيد معبرة عن حالة اكتئاب شديدة أنها طلبت أن ترى من تحبه نفسها في فراشها لكن تقول " طلبته فما وجدته " (نش1:3).. استدعى الأمر أن تطلبه في الأسواق وفي الشوارع .. لكنها أيضاً طلبته وما وجدته .. إننا مرات نشترك معها في هذا الطلب لمن تحبه نفوسنا في مخادعنا وقت الخلوة ولكننا لا نعرف لماذا لا نجده ... تكون النتيجة المزيد من البحث عنه خارجاً في الخدمة وفي الاجتماعات ... لكن يبدو مرات كما لو كان حضور الله قد تبخر من حولنا ...
ولم تكن هذه حالة عروس النشيد في نشيدها ، لكن كان هذا لسان حال آخرين كثيرين في أعياد، وأفراح وأتراح ... سنأخذ منهم هنا على سبيل المثال : مريم ويوسف النجار ... أقرب وأول من تمتعوا بمرافقة المحبوب يسوع :
يخبرنا ( لو2) أن مريم ويوسف ذهبا مع المسيح إلى أورشليم لقضاء العيد ... وبعدما سارا في طريق العودة لمدة يوم ، اكتشفا أن الصبي يسوع ( وكان عمره 12 ربيعاً ) وقتها ... ليس هناك ... وليس أيضاً مع الرفاق ...  
وهكذا بدأ الطعم المر للفراق يجتاز في قلب الأم الغالية ، كم عانت مريم ويوسف بعد صعودهما للعيد في أورشليم وعودتهما وإذ بهما يكتشفان أنهما قد فقدا يسوع .. 
عبرت عنها في كلمة واحدة ثقيلة " كنا أنا وأبوك نطلبك معذبين " ، كم هي  حالة مرة تلك التي تحول إليها العيد في حياة مريم الأم العظيمة ، ويوسف الرجل التقي ... لقد ذهبا لأورشليم يصطحبا يسوع ... لكنه اختفى بعد العيد ... ربما أثنائه دون أن يشعر به أحد .. لماذا !؟ هل كان يعاقبهما على خطأ ما !؟ هل كان جعلهما الانشغال بالعيد وزحمته ينسيان أن يمسكا جيداً وسط الزحام بيده ؟! هل كانا لا يريدان أن يحجرا على رفقته بأصدقائه، فتركاه معهم فتركهم ؟! ... لا تعنيني الأسباب ، فالعبرة بالنتائج .. النتيجة أنه اختفى !! وأنهما سارا بدونه " مسيرة يوم " لكنهما عادا هذا اليوم في ثلاثة أيام معذبين .. يا للخسارة ، والحيرة والأسف  !!
إن هناك كلمة سر في استعادة يسوع المفقود في الزحام ، في زحام حياتنا ومشاغلنا، في زحام برامج انجازاتنا، وخداع مظاهر عبادتنا وأعيادنا ... إن الحل في كلمة " رجعا إلى أورشليم " ..
كان من الممكن أن يفكرا معاً أن مشوار العودة للبحث عنه يمكن أن يؤجل لعله يعود من نفسه ، كان يمكن أن يقولا بما أنه ابن الله فلا يمكن أن يتركهما هكذا فمن المؤكد أنه لن يتوه عن عنوان بيته ... كان من الممكن أن يصرفا الوقت في الحديث عن ذكريات العيد، ويشغلا نفسيهما بما حدث في العيد انتظاراً لعودة صاحب العيد ...لقد رفضا البدائل ...!! لقد عادا إلى أورشليم ... لقد رفضا أن تبتلع أورشليم يسوع في زحامها ، لقد كان يسوع شخصاً يملكانه ، لابد أن يبات معهما ، لابد أن يعود إلى بيتهما ، حتى وإن كان له بيت آخر كالهيكل ...
كانت لهفة مريم كبيرة عليه ، لقد نست ماذا يعني العيد ، ولم تبلع ريقها حتى رأته ، لم تسأله وقتها كيف كان يأكل أو أين كان ينام ؟ إن كل ما كان يشغلها فقط ... أنه الآن معها !! وفقط !
وعاد العيد للجميع ، عندما عادوا ليبحثوا عن صاحب العيد !!
حذار أن تنسى وأنت في أورشليم أنك قد أتيت هنا لا لتحتفل بمناسبة ، أو باجتماع أو بحدث إنما الذي أتى بك إلى هنا أنه معك ، وحذار أن تتركه من يدك قبل أن تغادر المكان ، فمشوارك بعيد عنه يوم ، سترجعه لتبحث عنه في ثلاثة أيام ...
هل تريد أن تبحث عنه الآن قبل الاحتفال بعيده ، أم يكفيك عيده وعطاياه ، بعيداً عن يده !! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق